الحقيقة الواحد مستخسر يتكلم عن مسلسلات رمضان، وأوعدكم دي
تكون اخر مرة.. شكرا للسادة صناع #دراما_رمضان هذا العام فقد كتبتم هذا العام شهادة وفاة للدراما المصرية، وسوف يصلكم قريبا
خطاب شكر من #Netfilix وشبيهاتها من منصات المحتوى التليفزيوني لانكم ساعدتم في زيادة
نسبة مشاهدتها في الشرق الأوسط لأول مرة خلال شهر رمضان، الذي كان حكرا على
الدراما المصرية والعربية على الفضائيات واليوتيوب لسنوات.
طبعا
كلامي مش هايعجب جماعة المنتفعين بخيرات الدراما
وفلوسها ومصالحها، لأنهم أكيد شايفين نفسهم عاملين معجزات في المسلسلات، ومقدمين
شغل ولا اروع ولا احلى ومصدقين نفسهم ومصدقين الترندات والحركات والاشتغالات وكل
واحد فيهم بيهني التاني على النجاح الساحق الماحق لمسلسلاتهم الجبارة.
لقد سعدت في بداية الشهر بتنوع باقة الدراما هذا العام وشكرت
«محتكري» الصناعة على ذلك، وحاولت متابعة معظم المسلسلات لكن مع كل يوم كنت اكتشف
انها بضاعة مغشوشة فالمسلسلات معظمها يسوء كل يوم، بحشو وتكرار وسيناريوهات فالصو،
واداء تمثيلي باهت وسخيف من معظم النجوم، وكأن جميع أطراف الصناعة قد راهنوا على
ان مفيش غيرهم و«أي هبل» هايقدموه للناس المحبوسة في بيوتها هايتفرجوا عليه غصب
عنها.
أزمة الدراما المصرية.. هي أزمة حرية.. حرية إبداع.. حرية مؤلف..
ولا اقصد هنا الحرية بمعناها السياسي، فهذه رفاهية لم تعرفها ولن تعرفها مصر ولا
الدول العربية، ولكنها حرية على مستوى تفاصيل ما يكتب واختياراته لموضوعاته ولشخوص
عمله ولغة الحوار الذي يكتبه وطريقته ونوع الدراما التي يقدمها.
إن طريقة «المؤلف المركوب» في كتابة مسلسلات هذا العصر، دمرت رأس
مال الدراما المصرية وسر قوتها وسبب مجدها التاريخي، وهو المؤلف «الأستاذ»، الكاتب
الكبير، فعلى أيدى الأساتذة الأسطوات قامت الصناعة بأفكارهم وورقهم المتماسك
والمتين في ظل فقر بصري وانتاجي كبير في زمانهم، اما اليوم والصورة أصبحت لا تقل
في مستواها عما ينتحه العالم، نجد أن مؤلفينا تقزموا وأجبروا ليكونوا ترزية (رغم أن بعضهم أكثر موهبة من الأباء المؤسسين للشغلانة)، يكتبون وفق ما يملي عليهم منتج أو
نجم أو أجهزة، والنتيجة طبعا بتبقى كشرى (دراما) مخلوط بملوخية ومدلوق عليه طرشي
بشطة وخشاف ومتزوق بكنافة بالمانجة، حاجة اخر قرف وتقلب البطن.
الامور تسوء كل عام، واعتياد التدني يجعلنا نظن ان «التفاهة» انجاز
وتستحق جائزة تشجيعية، ان الانحدار عام وراء عام اوصلنا إلي القاع دون ان ننتبه،
لقد جرفنا تيار التغريب الدرامي والقصصي وموضة تقليد «الخواجة» في الشكل وليس في
المضمون، لننجرف بعيدا عن الجوهر الأصيل للدراما المصرية، التي كانت مدرسة حقيقية
لجيلي تعلمنا وتثقفنا منها، واستمتعنا بحواديتها الجميلة والراقية التي غزلت
وجداننا ، وشكلت وعينا.
أبناؤنا اليوم، ماذا يشاهدون؟
الاجابة ستكشف حجم الكارثة التي تنتظرنا في المستقبل.
الاجابة ستكشف حجم الكارثة التي تنتظرنا في المستقبل.
أعيدوا للمؤلف اعتباره
وامنحوه الثقة والحرية
لتسعيد الدراما المصرية مكانتها ومكانها.
وامنحوه الثقة والحرية
لتسعيد الدراما المصرية مكانتها ومكانها.